
تفسير وإعجاز كلمة " بسم" In the name of
عطية مرجان ابوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم
النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
كلمة " بسم " مشتقة من "الاسم"
والاسم مشتق من السمة والسمة هي: العلامة الدالة على المسمى , ومعناه شرعيا:
ابتدأ قولي أو فعلي (مستعينا) بالله . والكلمة ذات شقين أولهما حرف "الباء"
:ودلالتها " أبدأ" أي افتتح, أو استعين.وتأتي رمزا مختصرا أو مصطلحا لغويا يدل
على أمر الله تعالى في قوله لنبيه الكريم في أول مخاطبة له عن طريق جبريل عليه
السلام حين تنزل لأول مرة بسورة العلق فقال له "اقرأ" في قوله"اقرأ باسم ربك "
( 1- العلق )... وثانيها : كلمة "اسم" التي هي تدل على المُسمى به أي المراد
الاستعانة به وهو الله جل وعلا , فتصير متكاملة موجزة المعنى " أستعين بالله"
وتصير متكاملة المعنى" أبدأ معترفا بنقصي مستعينا بمن خلقني على الصواب
والتوفيق "والباء – هنا − باء المصاحبة أو الملابسة وهي باء الإلصاق انظر تفسير
وإعجاز البسملة كاملة
ويُقال في اللغة العربية:
بَسْمَلَ بَسْمَلَةً : أي قال:« بسم الله»،أو:« بسم الله الرحمن الرحيم» أو
كتبها وكلمة بسملة هي نحت من النص القرآني « بسم الله الرحمن الرحيم»ويقال
حمدلة وحقولة وغيرها كنحت من نصوص " الحمد لله رب العالمين, ولا حول ولا قوة
إلا بالله .
التفسير العام لكلمة "بسم" :
اسم : الاسم هو أول لفظ تعلمه
ونطقه الإنسان على الإطلاق , وقد نطق الإنسان
كلمة الاسم وتعلمها في السماء ولم يتعلمها على الأرض, قال
تعالى انه بمجرد أن خلق الإنسان ونفخ فيه الروح "وَعَلَّمَ
آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ
أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 31]
" قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بأسمائهم
فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بأسمائهم قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ
غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ
تَكْتُمُونَ [البقرة : 33] وعليه يكون الاسم هو أول علم ونُطق كان
للبشرية , وللاسم في القرآن مكانته حيث كان له ما يلي :-
أولا :- جاءت كلمة اسم في
القرآن المجيد في هذه هي الآيات :-
-
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ... [البقرة : 114]
-
"... فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [المائدة : 4]
-
فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام : 118]
-
وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ... [الأنعام : 119]
-
وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ... [الأنعام : 121]
-
"...ْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ..[الأنعام : 138]
-
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ... [الحج : 28]
-
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ... [الحج : 34]
-
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ...[الحج : 36]
-
"..... وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج : 40]
-
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ [النور : 36]
-
تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن : 78]
-
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ - النص مكرر في الآيات [الواقعة : 74]و [الواقعة : 96]وِ [الحاقة : 52]
-
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [المزّمِّل : 8]
-
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الإنسان : 25]
-
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى : 1]
-
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15]
-
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1]
-
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ...ٌ [الصف : 6]
-
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45]
-
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً [مريم : 7]
-
"... وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات : 11]
ثانيا. أول الأسماء التي كانت على
الإطلاق وأحسنها هي أسماء الله الحسنى سبحانه قال تعالى" وَلِلّهِ الأَسْمَاء
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.... [الأعراف : 180] و قال :" اللَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى [طه : 8]
ثالثا : إن أول اسم جاء ذكره (من
أسماءه جل وعلا) في القرآن الكريم هو " الله " في قوله " بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 1]
رابعا: جاء في القرآن المجيد قوله
سبحانه " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" وقال صلوات الله
عليه - أن لله مائة اسم إلا واحد - ولم يخبره عليه السلام بها بل قال - من عدها
وعمل بها دخل الجنة - فجعل منها مادة للبحث والعد والإحصاء للمؤمنين , وقال
تعالى عن القرآن " وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً [الجن : 28] وقال
"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ..[النحل : 89]
فكان على المهتم أن يبحث عن هذه الأسماء في القرآن تحديدا إيمانا بما في النصوص
القرآنية وما تدل إليه.
خامسا: إن أول اسم أخبرنا الله جل
شأنه عنه هو ما تنزل على محمد في أول آيات قرآنية وهو اسم" الأكرم " هذا الاسم
جاء في أول آية لقنها الرسول الكريم جبريل لنبي الله محمد صلوات الله حين بادره
قائلا : اقرأ , فرد النبي : ما أنا بقارئ, فكرر : اقرأ فرد النبي: ما أنا بقارئ
, فلقنه جبريل قائلا : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1] ثم
قال " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [العلق : 3]
سادسا : إن الاسم الرباني العظيم
والوحيد الذي تبع كلمة "بسم" كان هو "الله " ولم يرد في القرآن أي اسم من
الأسماء الحسنى تابعا مكملا للفظ بسم غير بسم الله.وهي ما جاءت في الآيات :
-
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 1]
-
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [هود : 41]
-
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30
فلم تسبق كلمة " الله" أي اسم من
أسماء الله الحسنى على الإطلاق فلا يمكن القول مثلا بسم الرحمن أو بسم العزيز
رغم أن اسم الرحمن مطلق لله وحده إلا أن هذا لم يثبت في القرآن المجيد نهائيا
ولم يذكر على لسان نبيه في السنة المطهرة .ولم يستبدل لفظ الجلالة إلا برديفه
العظيم لفظ "ربك " وهو أول ما تنزل من القرآن في قوله سبحانه " اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ " و ما تكرر لفظ " ربك" إلا لتسبيح الرب فقط كما في قوله " فَسَبِّحْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" وكما جاء في الآيات التالية:-
-
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة : 74]و ِ [الواقعة : 96]وِ [الحاقة : 52]
-
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1]
التمثيل على معنى كلمة باسم :-
سنضرب مثالا على استعمال كلمة "
باسم "/ ولله المثل الأعلى/ كقولك : ذهبت لقضاء حاجتي عند موظف الشؤون بالشركة
, مستعينا باسم مديرها فتقول له ( احمل بطاقة من المدير تحمل تأشيرته)أو
(بتوصية من المدير) أو كقولك : سأقضي حاجتي عند الوزير فلان باسم رئيس الوزراء
(بتوصية من رئيس الوزراء) وفي كلاهما يتضح المعنى بظاهره, أي انك استعنت
بالكبير القوي الآمر على الصغير الأضعف المستسلم المنفذ.( ولله المثل الأعلى
فلا تمثيل على الخالق بمخلوق) فعند قولنا بسم الله فنحن نقول : إننا باسم الله
نستعين على كل قول وعمل , وعلى كل كبير متجبر, وعلى الشيطان الرجيم ....استعانة
على كل مانع للتوفيق , والاستعانة دائما تكون باسم الله أو باسم الرحمن بدليل
قوله تعالى " قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا
تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ...[الإسراء : 110] ومن المشهور أن
الاستعانة تكون باسم الله المناسب للسياق فنقول مثلا اللهم ياقوي أشفي ضعفي ,
اللهم يا عظيم أنصرني على عدوي و اللهم يا عزيز لا تذلني ... ولهذا قال رسول
الله " أن من عدها وعمل بها دخل الجنة " وذلك من الأعمال بها .
ذكرت كلمة بسم في المصحف برسميها
" بسم و باسم " 7 مرات في المصحف بعدد آيات السبع المثاني وهي الآيات :-
-
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 1]
-
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30]
-
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [هود : 41]
-
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ - ذات النص مكررا في الآيات [الواقعة : 74] و [الواقعة : 96] وِ [الحاقة : 52]
-
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1]
الخاطرة
العامة في فهم المعنى :
بدأ القرآن مقروءا بسم ربك فكان
متلو باسم الله قال الله لنبيه أول ما خاطبة عن طريق جبريل " اقرأ" وذلك من أول
ما نزل من سورة العلق " اقرأ بسم ربك " فأول ما قرئ القرآن قريء بسم ربك وكان
الكلام موضوع في فم محمد وضعا من فم جبريل عليه السلام وهو كلام الله تعالى
المرُسل به جبريل لمحمد عليهما السلام ,وقد جاء على لسان موسى عليه السلام في
التوراة - سفر التثنية - قوله " قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا(18) أقيم
لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"
وذلك في بشراه بان نبيا سيكون من بين أخوتهم ( والنسب يصل من إسماعيل أخوهم
لمحمد - عليهما السلام ) وأجعل كلامي في فمه، وهو هذا الحدث الذي كان من وضع
كلام الله في فم محمد الذي يقول له جبريل اقرأ فيقول ما أنا بقارئ فيوضع الكلام
فيه تلقينا وتحفيظا ...
ومعلوم أن محمد الرجل الذي اختاره
الله نبيا ورسوله له كان أميا , وذلك لحكمة الإعجاز الرباني للنا وهو العليم
الخبير بان محمدا سيكون يوما من أعلم أهل الأرض من بعد ظلمة الجهل , وذلك مما
أعجز أهل العلوم واللغة في زمنه ومن بعده فلم يستطع أحد في الأزمان أن يجيبك
على سؤال هل تصدق أمحمدا الأمي هو صاحب الكتاب العظيم الذي اسمه القرآن ؟ و لا
يجيب بنعم إلا مكابر غلف القلب .
قول " بسم " هو قول قاهر للمبُسمل
عليه كأن يأتي شرطي يدعوك للحبس باسم النيابة العامة فذلك أمر قاهر كان باسم
قوة قادرة , والله تعالى هو خالق ومالك ومسخر كل شيء بأمره فلا يكون توفيقا في
عمل لا يكون باسمه ,باسم الذي سخر تدعو المُسخر للانصياع لك باسم من سخره .
قولنا "بسم الله" فيه
استعانة وذكر , فأنت تستعين بالله أولا و تقر بضعفك أمام خالقك , و تقر بحاجتك
له , والأنعام تفهم هذا القول حين تستسلم لسكين الذبح فور قولك على مسمعها "
بسم الله , الله أكبر " فهي تعلم أنها مخلوقة للذبح فإذا ما أخبرتها بذلك
استسلمت - انظر الفيديو للإنعام تستسلم للذبح بسم الله -
ملاحظات عددية إعجازية في كلمة "بسم"
-
كلمة " بسم"كان عددها سبع في آيات القرآن - مساويا لعدد آيات سورة السبع المثاني التي أمها البسملة .
-
وجدنا أن عدد حروف بناء" بسم الله" هو سبعة حروف ذلك كعدد آيات سورة السبع المثاني أيضا .
-
لوحظ أن بناء" باسم ربك " أيضا هو سبعة حروف سبحان الله.
-
كان النص" باسم ربك "هو أول ما تنزل من القرآن على الأرض في قوله تعالى" اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1] فكان اسم الله تعالى قد جاء بوصفين متضمنين لأسماء الله هما ( رب العالمين و الخالق ) ذلك لئلا يصطدم النبي الأمي باسم الله فيظن أن المقصود به اللات , وكان قومه يعبدون صنم أسمة اللات وكان اسم أبيه عبد اللات ولم تعرف العرب اسم الله آنذاك فقيل له "ربك" ثم كان مباشرة وصف تعريف هذا الرب فقيل له" الذي خلق" .
-
كانت آية " بسم الله الرحمن الرحيم" في القرآن آية محكمة منفردة وتر بعدد سور القرآن ولأنها لم تستفتح سورة "براءة" فقد جاءت كاملة في الآية 30 من سورة النمل "إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30]
-
جاء بناء " إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" جزء من آية [النمل : 30] لتأكيد قرآنيتها أولا ولبيان كيفية وأسباب القول بها وكتابتها .وقد تبين أن هذه البسملة اكتملت باسمي الرحمن الرحيم للدلالة على سلمية الحدث المبسمل فيه .
-
جاء بناء بسم الله في آية " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [هود : 41] لبيان كيفية استعمال البسملة في الحدث العصيب فلا يكون فيها الرحمن الرحيم ومن ذلك عند الذبح فلا يقال ببسم الله الرحمن الرحيم بل بسم الله الله أكبر.
-
جاء بناء باسم ربك مسبوقا بالتسبيح ومتبوعا باسم من أسماء الله الحسنى وهو العظيم لدلالة عظمة التسبيح وعظمة المسبح له سبحانه .
-
جاء في الآيات " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ .... [الحجر : 98] مرادفا لقوله تعالى " فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الحاقة : 52] فكان معنى كلمة بسم ربك هو حمد ربك وعليه تدل كلمة بسم في السياق على معنى الحمد لا الاستعانة .وذلك من الإعجاز القرآني البلاغي المحكم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق