
تُستمد عظمة القرآن من عدة مصادر منهاأ . عظمة القرآن من عظمة منزله - الله:-جل الله وعلا هو منزل القرآن العظيم ,وهو كلامه ,لذا كانت عظمة القرآن من عظمة صاحبه, فوجب تعظيمها لعظمة صاحبها وهو القائل جل وعلا:" وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل : 6] وهو القائل سبحانه:-" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان : 1]
ب. عظمة
القرآن في عظمة شهر التنزيل - رمضان- :-
تنزل
القرآن في شهر قدسه الله عز وجل وفي ليلة القدر منه" إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً [الإنسان : 23] وطهره
وفرض فيه فريضة كان قد فرضها على أمم من قبلنا . انه شهر رمضان الكريم ,
قال تعالى:" شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ....[البقرة : 185] فكان
تكريم الشهر يتنزل القرآن فيه وكان تكريم القرآن بتنزيله في هذا الشهر.وقد أوتر
رب العزة ذكر شهر رمضان في القرآن فلم يذكره سوى مرة واحده.
ت. عظمة
القرآن من عظمة حامله - جبريل- :
فقد نزل به الملاك الحبيب جبريل عليه السلام المختار من الله تعالى لمهام
الهداية والتبشير, الموصوف من رب العزة بالروح الأمين عليه السلام "نَزَلَ
بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء
: 193] .أخبرنا الله تعالى أن من كان عدوا للقرآن فإنما هو عدو
لجبريل عليه السلام " قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً
لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً
لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ [البقرة
: 97] مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ
وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ
لِّلْكَافِرِينَ [البقرة : 98] هذا
الملاك الذي ذكره الله تعالى بالتقديس في القرآن أخبرنا ربنا أنه مولى ونصير
لنبينا "... وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ
اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ
بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم
: 4]
ث. عظمة القرآن من عظمة المتلقي خاتم النبيين :-
نزل القرآن على قلب محمد النبي الأمين , خاتم النبيين والمرسلين
, فكان الرجل عظيما باختيار ربه له, وكان عظيما في شمولية رسالته " وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ : 28] "وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء : 107] "...
لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان : 1] " إِنْ
هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ [صـ : 87][القلم : 52][التكوير :
27] فما كان شرف شمولية الرسالة لنبي من قبله من قبله إنما
قد أرسل كل نبي إلى قوم ما في زمن ما دون الشمولية .هو " مُّحَمَّدٌ
رَّسُولُ اللَّهِ " [الفتح : 29]"وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل
عمران : 144] ذكره الله تعالى في القرآن مرارا كما ذكره في كتب الأولين قبل
ولادته وقبل بعثه على الحق , فأنكره الكاذبون وحاربه المحدثون , وشاء الله أن
يكون وأن تبقى معجزته إلى يوم يبعثون: "وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ
بَالَهُمْ [محمد : 2] مَّا كَانَ
مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ
النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]
ح. عظمة القرآن بحفظة :- انه
كتاب عظيم من ربنا العظيم نزل به ملاك عظيم على نبي عظيم- حفظ في الصدور وكتب
في السطور وتناقلته الأجيال فكان محفوظا من رب العالمين " إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر
: 9] فلا يمكن أن يحرفه أحد ولا أن ينقص منه حرف أو يزاد عليه حرف ,
ج.
عظمة القرآن في عظمة إعجازه للجن والإنس :كان
لغته القرآن عربية , وهي أصعب لغات الأرض لضادها , فكانت عظمة القرآن في
الإعجاز اللغوي للعرب أهل اللغة والبلاغة"إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف
: 2] و قد أخبر الله تعالى بهذا الإعجاز في أكثر
من موقع قرآني, تحد تدريجي , كلما ثبت إعجاز جيء بآخر أسهل منه :" أَمْ
يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ
وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [هود
: 13] "وَإِن
كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ
مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ [البقرة
: 23]
خ. عظمة ما بين دفتيه من الإعجاز في
تدبر آيات الله , فمن ذا الذي يدعي بتفسير الحروف
الثلاث المقطعة البادئة لهذه الآية؟ : " الَرَ
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ [الحجر
: 1] ومن ينكر قوة البيان في القرآن أو يدعيه
لنفسه؟ " طس
تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ [النمل
: 1]
عظمة القرآن في عظمة إعجازه الى يوم الدين: لا
شك أن الإعجاز الذي تحدى فطاحله اللغة العربية في عهد نزول القرآن لا يصلح
اليوم لتحدي الأعاجم , فكان إعجاز القرآن العقلي والعلمي والتربوي والقانوني
والفني ...الخ هو الإعجاز القائم الدائم لأمم القرن الحادي والعشرين وما بعدهم
والى يوم البعث العظيم .وهذا هو العلم المتحضر المعاصر يصدم يوما بعد يوم بسبق
وأقدمية علوم القرآن على ما يكتشفون . وهذا ما سيكون عليه مشروعنا بإذن الله
حيث سنتطرق الى كل طرح ممكن .
د. عظمة القرآن في عظمة بيانه لكل
شيء وتفصيل كل شيء : " وَنَزَّلْنَا
عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى
لِلْمُسْلِمِينَ [النحل
: 89]
ذ. عظمة القرآن في عظمة سهولته الممتنعة , وتصريف الأمثال : وَلَقَدْ
صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ
النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً [الإسراء
: 89]
ر. عظمة القرآن في عظمة سهولته
الممتنعة , وتصريف أحسن القصص
: من عظمة ما بين دفتي
القرآن – أحسن القصص- التي عرفتها البشرية , قصص الغيب والتأريخ والعبرة , فقد
كانت البشرية من قبله من الغافلين الذين لا يعرفون شيئا عن أمم سبقت وذلك من
علوم التأريخ المعجزة للناس, " نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا
الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف
: 3]
ز. عظمة القرآن في عظمة تفصيل وتأييد
ما سبقه من كتب سماوية : " وَمَا
كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ
الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ
الْعَالَمِينَ [يونس
: 37]
س. عظمة
القرآن في مخاطبته للأمم السابقة المختلفة في أمرها :-" إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ
فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [النمل
: 76]
ش. عظمة
القرآن في حكمته :- وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس
: 2] فهو كلام أحكم
الحاكمين .
ص. عظمة
القرآن الرابط بين العبد وربه , فهو الذكر بكل معانيه :- ص
وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [صـ
: 1]
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق