
هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجُعْفِيّ ولاءً. ولد سنة 194هـ بخرتنك قرية قرب بخارى، وتوفى فيها سنة 2566هـ. توجه إلى طلب العلم منذ نعومة أظفاره ، وبدت عليه علائم الذكاء والبراعة منذ حداثته ، فقد حفظ القرآن وهو صبي ثم استوفى حفظ حديث شيوخه ونظر في الرأي وقرأ كتب ابن المبارك حين استكمل ست عشرة سنة ورحل في طلب الحديث إلى جميع محدثي الأمصار ، وكتب بخراسان والعراق والحجاز والشام ومصر وغيرها ، وسمع من العلماء والمحدثين وأكب عليه الناس وتزاحموا عليه ولم تنبت لحيته بعد .وقد كان غزير العلم واسع الاطلاع خرج جامعه الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث وقد جمع الأحاديث في جميع الأبواب .
سبب تأليف صحيح البخاري:
قال البخاري : كنا عند إسحاق بن راهويه فقال : لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم . قال : فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح .أخذت هذه الكلمة منه مأخذها ، وبعثته للعمل على تأليف كتابه ، وسماه كما ذكر ابن الصلاح و النووي الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه سلم وسننه وأيامه .
الجامع المسند الصحيح، الشهير بِاْسم صحيح البخاري هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة. صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً، وانتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، ويحتلّ الكتاب مكانة متقدمة عند أهل السنّة حيث أنه أحد الكتب الستّة التي تعتبر أهمّ مصادر الحديث عندهم، وهو أوّل كتاب مصنّف في الحديث الصحيح المجرّد كما يعتبر لديهم أصحّ كتاب بعد القرآن الكريم.
ويعتبر كتاب صحيح البخاري أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها. واشتهر الكتاب شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري فروي أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفاً، وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحاً.
عدد أحاديث صحيح البخاري :
وقد بلغت أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات(7593) حديثـًا حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديث البخاري ، ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث البخاري (7397) حديثـًا .
وفي البخاري أحاديث معلقة وجملتها (1341) ، وعدد أحاديث البخاري المتصلة من غيرالمكررات قرابة أربعة آلاف .
من شروح صحيح البخاري :
اعتنى العلماء والمؤلفون به : شرحًا له واستنباطاً للأحكام منه وتكلماً على رجاله وتعاليقه وشرحاً لغريبه وبياناً لمشكلات إعرابه إلى غير ذلك ، وقد تكاثرت شروحه حتى بلغ عدد شروحه والتعليقات عليه أكثر من مائة وثلاثين شرحاً ، وأشهر هذه الشروح :
1. فتح الباري شرح صحيح البخاري : وهو للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ( 852 هـ) ،
2. عمدة القاري في شرح البخاري : وهو للعلامة بدر الدين محمود بن أحمد العينى الحنفي المتوفى سنة ( 855هـ) ،
3. إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري :وهو شرح شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني القاهري الشافعي المتوفى سنة (923هـ)
4. الكواكب الدرارى في شرح صحيح البخاري :وهو شرح شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني المتوفى سنة ( 786هـ)
5. شرح الإمام ناصر الدين على بن محمد بن المنير الإسكندراني :وهو شرح كبير في نحو عشر مجلدات.
6. شرح صحيح البخاري :لأبي الحسن على بن خلف بن عبد الملك المشهور بابن بطال القرطبي المالكي المتوفى سنة ( 449هـ)
7.التوشيح شرح الجامع الصحيح : وهو شرح للإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ( 911هـ)
8. التلويح في شرح الجامع الصحيح : وهو شرح الحافظ علاء الدين مغلطاى بن قليج التركي المصري الحنفي المتوفى سنة( 762هـ).
وهناك شروح كثيرة لصحيح البخاري غير هذه الشروح ، منها شروح لم تتم كشرح الحافظ ابن كثير ، و ابن رجب الحنبلي ، و النووي وغيرهم
أحاديث موضوعة ما بين القرآن والسنة
بات تعلق قطاع كبير من المسلمين بالمنقول المتواتر عن رسول الله , إلى سيطرة كلمة " قال رسول الله " سيطرة شبة تامة على معظم الدروس الدينية التي تُلقى في المساجد. تعلقا أدى في مقابلة إلى هجر تام أو جزئي لما قال الله أي للقرآن المجيد وكأني بهؤلاء الخطباء والدعاه ومستمعيهم قد باتوا من هواة سماع القصص وكأني بنفوسهم قد ترفعت عن سماع كلام الحق المنظم البلاغي الممتع تلاوة ودرسا , فبات طلب العامة يستهوي الدعاة والعلماء فنزل أولئك عند رغبة هؤلاء طوعا ,حتى صرت أشك أن البعض استبدل الأصل بالفرع فلا تسمع في مجالس العلم والمساجد والخطب إلا قال فلان عن رسول الله وقان زيد يفسر قول رسول الله , مصيبة اجتاحت الأمة والله المستعان فصرت اشتاق لسماع كلمة "قال الله "
استفزني هذا الأمر بعدما سمعت عديد خطب الجمعة تتحدث في أمور لا يقبلها العقل ولا المنطق فلجأت أحتكم إلى كتاب الله فأخذت ببعض الأمثلة أتدارسها بروية وباستدلالات قرآنية بحته :
فوجدت العجب العجاب من امر هؤلاء , وجدت أنهم يقولون الاقاويل عن البخاري ومسلم فيما أدخلوه زورًا بالتراث الديني وينسبونه للصادق الأمين واليك أمثلة مما وجدت:
المثال الأول :- قالوا في البخاري ومسلم أن رسول الله قال [ إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه] وهذه هي مصادر الحديث 1286، 1290 البخاري، 927، 928 مسلم،
تساءلت :- هل حقا يُعذِّبنا الله على ما لم نفعله ومع كوننا أمواتًا ؟؟،هل يُعقل ؟! اليس هذا مناقضا لوصف الله تعالى لذلاته بالرحمة وعدم الظلم ... أو ليس هذا بظلم يدعيه القائلون الظلمة على الله العادل العدل الحق ؟ فأين هؤلاء وفكرهم عن الله الذي وصف نفسه بالرحمن الرحيم الرءوف الحليم ....أليس هذا مخالف لكتاب الله تعالى أو ليس الله العظيم الناهي لنا عن ذلك " ...ٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى....[الأنعام : 164] أهؤلاء يغيرون كلام الله جهرا عندا ام استهبالا؟
المثال الثاني: ورد بصحيح البخاري ـ أن حوَّاء هي التي أغوت آدم بالأكل من الشجرة [ الحديث رقم 3330، 3399] و[ صحيح مسلم 1470].نعم قالوا هذا وبالأدلة وبالعودة الى مصدر التشريع الاول - القران - نجد ان الله تعالى يقول في سورة طه:- {…فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى{120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{121}. فبالله عليكم أتكلّم إبليس مع حواء أم تكلَّم مع آدم كما ذكر القرءان؟ أدم هو الذي عصى كما قال الله؟ أم أن حواء هي التي تزعمت المعصية كما تقول السُّنَة المزعومة عن الوحي عليه صلوات الله. فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ...عَصَى آدَمُ فأين حواء أما هم الشاهدين وكان كلام الله زورا .. العياذ بالله
ومن ذلك افتراءهم على أم البشرية حواء عليها السلام : بقولهم [ لولا حواء لم تخن أنثى زوجها ] وما معنى أن يذكر البخاري بكتاب أحاديث الأنبياء [ لولا حواء لم تخن أنثى زوجها ] حديث رقم 2977ـ 3401 فهل كانت حواء نموذجا لخيانة الزوج ومتى كان هذا وكيف ولماذا لم يقولون - لولا ادم ما خان رجل زوجته - وخالق ادم وحواء سبحانه يقول "ِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى " ولم يقل وعصت واء ربها فمن عصى هو آدم وحواء تابعة له فعلت ما فعل فكيف توصف بالخيانة والتابعة للرجل لا المتبوعة منه؟
فأين عقلاء المسلمين أذلك رجم لسيدة وأم البشرية ألا يكفي رجم أعراض النبي ؟ يبدو أن البخاريين مولعين بطعن المرأة بدءا من حواء التي سبق اتهامها بإنها هي التي أغوت آدم بالأكل من الشجرة [ الحديث رقم 3330، 3399] و[ صحيح مسلم 1470].
المثال الثالث : يفسرون قوله تعالى في سورة الفاتحة:- {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }الفاتحة 7؛ أن المغضوب عليهم هم اليهود وأن الضالين هم النصارى،ولا أعلم سبباً لتخصيص الغضب على اليهود وتخصيص الضَّلال للنصارى، أليس الكفار والمنافقون مغضوبًا عليهم وضالين؟ وما أكثر فئات الضالين وما أكثر المغضوب عليهم ....انظر خاطرتنا المفصلة في تفسير الآية "غير المغضوب عليهم ولا الضالين "
المثال الرابع : من أهم قضايا القرآن قضية الخلق وسنأخذها ببعض البيان والتفصيل لما فيها من عظم الامر وهيبته وغيبيته :
تحدث القرآن الكريم عن خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استواءه سبحانه الخالق على العرش في اليوم السابع بالأدلة القرآنية التالية (السبعة ) :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد : 4]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ [السجدة : 4]
وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [هود : 7]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 544]
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً [الفرقان : 59
فتلك أدلة القرآن تشهد في سبع آيات على خلق السماوات والأرض والاستواء في سبعة أيام؟ وذلك الحديث البخاري ورقمه 31 وليس 7 ونصه يقول:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي ، فَقَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ (1) ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ (2)، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ (3)، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءَ (4)، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ (5)، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ(6) وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَاتٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ (7)" فتلك سبعة آيام كاملة معارضة لقول الله بانها سته وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [قـ : 38]
تخريج الحديث :- عبد الرحمن بن صخر صحيح مسلم :مسند أحمد بن حنبل:صحيح بن خزيمة:صحيح بن حيان :السنن الكبرى النسائي:السنن الكبرى للبيهقي: سنن أبو يغلي الموصلي: المعجم الأوسط للطبراني:مشيخة ابن البخاري: جياد المسلسلات للسيوطي: الفوائد الجليلة لابن عقيلة:تاريخ الطبري: ..انظر هنا 49 مرجع للحديث .
فما معنى مخالفة هذا الحديث لقول الله تعالى في الآيات كلها أعلاه بأنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وهذا الحديث يذكر مخلوقات أرضية بحته ولم يذكر شيئا عن خلق السموات ولا ما بين السماوات والأرض كما نصت الآيات ؟! والقرآن لم يخصص الأيام الستة بأنها لخلق الأرض فقط بل للأرض والسموات وما بينهما
ولمن شاء القول : أن يوم الجمعة ليست غير محسوب من الحديث لأنه كان بعد الخلق ننبه إلى قولهم(آخِرَ الْخَلْقِ) وذلك تأكيد من - نسب الحديث للرسول الكريم - بان يوم الجمعة من أيام الخلق وليس خارجها .أما في تفصيل الأيام فنجد القرآن قد أخبر عن خلق الأرض في أربعة آيام فقط :
"... خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ...َ [فصلت : 9] وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءلِّلسَّائِلِينَ [فصلت : 10]
نلاحظ أن الأيام السبعة في الحديث عند مسلم قد استغرقت في خلق الأرض وقضايا لا تخرج عن حاجتها من نور ورزق وغيره بينما يثبت القرآن أن يومان من أصل الأيام الستة كانت لخلق السموات فقط ؟!
كما وقعنا في الحديث على متضاد آخر يخالف القرآن في قولهم وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ بينما القرآن ينفي ذلك بقوله أن الله تعالى - جعل النور - ولم يخلقه كما خلق السموات ...بل قاال وجعل النور ,انظر الآية " الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [الأنعام : 1]"
كل الآيات القرآنية تحدثت عن جعل النور وليس عن خلقه ذلك لأن النور هو من الله تعالى وليس مخلوقا بدليل قوله تعالى "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 355]"
وهذه أدلة قرآنية على أن النور ليس مخلوقا بل مجعولا من نور الله :
"..ُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ.... [الأنعام : 122]
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً ... [يونس : 5]
وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ [النور : 40]
وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد : 28]
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً [نوح : 16]
أما الآن فاستطرق لقضايا أخرى وأرجو القراءة بعناية خاصة من الإخوة السلفيين المتعصبين ولنحتكم لكتاب الله لا للقذف والسب ففي كتاب البخاري (المكتوب باسمه وليس بيده) الكثير من المخالفات لكتاب الله وإليكم بعضا من الأدلة عليه :-
قضية حد الردة ـ
الحديث الذي أجازه كتاب البخاري مثلا [ من بدل دينه فاقتلوه ]،الوارد في - باب ما لا يعذب بعذاب الله - كتاب الجهاد حديث رقم 2854، وبكتاب استتابة المرتدين والمعاندين باب إثم من أشرك بالله وعقوبته حديث رقم 6524.أليس هذا بحديث شبهة ؟ كان يجب أن يتوقف عنده كتبة كتاب البخاري، فالحق أن لله تعالى لم يُرتِّب عقوبة القتل ولا غيرها - في الدنيا - على المرتدين، ورسوله الكريم لم يجري أي عقوبة عليهم بدليل أنه قد ارتد في عهده كثيرون فلم يقتلهم، لان الله سبحانه لم يرتب أي جزاء للرِّدة على يد الرسول وأتباعه وترك هذا العقاب له هو سبحانه , لكن هناك من يتشيعون لكل ما هو دموي، ويخالفون القرءان. فالله تعالى يقول في بسورة آل عمران:{ كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{86} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{87} خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ{88} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{89}.
ونتساءل ببساطة مامعنى قوله تعالى " أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين " أم انهم فسروا اللعن بالقتل ومامعنى قوله تعالى "خَالِدِينَ فِيهَا " اليست تلك نار الله فاين القتل من ذلك في الدنيا؟ سؤالنا الاخير من وحي الآية الأخيرة 89 :- كيف سيتوب المرتد ويُصلح وفق قوله تعالى (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ) فإذا كنا قتلناه وفق حد القتل المزعوم في كتاب البخاري وفقهاءه ،فكيف بمكن ان يتوب ويكون مستنثى, وهناك آيات كثيرة مثل الآية 217 البقرة و90 آل عمران فكلها تؤكد عدم وجود قتل للمرتد.وللعلم فقد تم مراجعة هذا الأمر بمجمع البحوث الإسلامية لدى انعقاد مؤتمر لجنة العقيدة والفلسفة بالدورة رقم 38 وصدر قرارا بعدم صحة قتل المرتد.ورغم ذلك إلا أن هذا الأمر ما زال يتم تدريسه بالأزهر حتى تاريخه، ولا يزال غالبية الدعاة يطنطنون به، والله المستعان عليهم جميعا.
من عجائب ما جاء به كتاب البخاري أن النار لا تكتفي من أكل الناس إلا إذا وضع الله تعالى قدمه فيها ؟! ورد ذلك بباب قوله هل من مزيد حديث رقم 4205، 4206 ،4207، 5937،6611،6672. أو ليس هذا مخالفا للقرآن كلام الله ألم يقل الله عز وجل: [ إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ] فهلا يأمر الله النار بأن تنتهي عن الالتهام فلا تستجيب لأمره ولا تكف إلا بقدم الرحمن؟، فعلام هذه التخاريف التي تهدم القرآن وتخالف الله ؟ أليس هذا هطل وخيبة أمل في فهم القرءان.
أحاديث خرافية
إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع ! وسائر الخلق على إصبع ! ثم يهزهن , فيقول : أنا الملك ! انا الملك ! "أخرجه الشيخان . وقال البخاري بأن لله خمسة أصابع، فمن قال بأن لله أصابع ومن أين أتى هؤلاء بهذا على الله سبحانه ؟ ذلك مما جاء بكتاب التوحيد، وفي باب [ما قدروا الله حق قدره ] فأي توحيد هذا وأي تقدير لله جل وعلا ؟، ألدى هؤلاء دليل واحد على ذلك؟
وفي حديث : يحشر الناس .... ويكشف الله تعالى عن ساقه !" أخرجه الشيخان فمن قال بأن لله ساق، إن البخاري يصور الله وكأنه كخلقة البشر سبحانه وتعالى علوا كبيرا.وما وجدنا في القرآن سوى كشف ساق الإنسان لا ساق الله بدليل قوله تعالى "يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [القلم : 42] وَالْتَفَّتِ السَّاق ُبِالسَّاقِ [القيامة : 29]
ولماذا يكون لإبراهيم الرضيع إبن النبي الذي توفاه الله مرضعات في الجنة هل بالضرورة أن يرضع لينمو،أليس هذا بكلام مضحك؟ ذكر ذلك البخاري بكتاب الجنائز باب ما قيل في أولاد المسلمين حديث رقم [ 1316 ] قال لما توفى إبراهيم عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة، ..... تُرى لماذا ترضعه المرضعة في الجنة هل ليستكمل النمو ثم يتعلم الكلام و يحبو في الجنة .....ثم وثم من الخرافات البخارية .
والحديث رقم [ 3145 ] بكتاب بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسن ولست أدري أيكون هذا الحديث شريعة ثم نسمع بعض المخبولين يقول بأنه ثبت علميا فوائد غمس الذباب في الكوب قبل أن تشرب ما فيه, وما الضرورة لشربه أصلا ألا يكفي تقززا أن نرى الذباب يهبط على القاذورات بأنواعها فأي نفس تجتراه ؟
وقولهم : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أن رسول الله أمر بقتل الكلاب. هل يُستساغ من النبي أن يأمر بقتل الكلاب وهو الذي حضَّ على الرفق بالحيوان، وهو الذي قال بحديث [ إن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه ] وأن امرأة يهودية عاهرة دخلت الجنة في كلب سقته ، كيف يتفق هذا مع هذا أليس هذا بتضارب يشكك في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولماذا خلق الله الكلاب ألنقتلها نحن ؟ أفنقتُل الكلاب أم نسقيها حتّى تستمر حياتها ؟، حتما سينبري لي أحد أئمة التبرير، ويقول: إن الأمر بقتل الكلاب كان يخصُّ المسعور منها فقط ، وهو أمر مردود عليه بأن كُتُب الحديث التي يقولون إنها مبيِّنة تحتاج لمبيِّن من البشر، وسيحتاج المبيِّن لمبيِّن أوَّل ثم مبيِّن ممتاز، وسيتطلب الأمر متخصصا في تشخيص الكلاب فهذا كلب مسعور وذاك غير مسعور....وهكذا, ثم أن الحديث لم يزد ذلك فهل من متبرع يزيد ؟.
فإذا ذكرنا بعد هذا الحديث ما رووه من أن النبي أمر بعدم قتل البراغيث لأنها توقظ للصلاة،( لا تضحك حتى لا تغضبهم ) ومن أن رسول الله كان يقيل (ينام بعد الظُّهر) عند أُم حرام وتُفلي له رأسه ـ وقال ابن حجر كانت تفليه من القمل ؟ فهل كانت تحتفظ بالقملة إذا وجدتها ؟ ولماذا خالفت رسول الله ولم تدع القمل في رأسه لتوقظه للصلاة عملا بما أدعوه عليه صلى الله عليه وسلم حبيبي يارسول الله كم أفترى عليك المفترون ـ لعلنا هنا خرجنا باستنـتاج أن الرسـول والصَّـحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كانوا في حالة من العفن يعافُها النَّاس في عصرنا، وهو الأمر الذي نُنزِّه عنه النبي وصحابته الأجلاء، أيمكن لهذا المنطق أن يكون دينًا ؟ أدين الإسلام دين النظافة والطهارة والوضوء خمس مرات في اليوم يحض على هذا ؟ أتصدقون هذا النقل ولا تؤمنون بالعقل الذي ينفر من هذه الروايات.
وما رأي السادة السلفية بذلك الحديث الذي روته سنن ابن ماجه وهي من الصِّحاح برقم 4254، ورواه البخاري برقم 4410 .503 برواة آخرين:- أن رجلا أتى النبي فذكر أنه أصاب من امرأة قُبلة. فجعل يسأل عن كفَّارتها. فلم يقل له شيئا، فأنزل الله عز وجل وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين. فقال الرجل: يا رسول الله! إلىَّ هذه ؟ فقال: ((هي لمن عمل بها من أمتي)). يعني هذا الحديث أن من قبَّل امرأة فلا شيء عليه،فهل يُعقل أن عيسى عليه السلام منع زنا القلب بالنظر وأباح محمد القُبل ؟
تناقضات داخل البخاري ومسلم
روى البخاري: أن أول ما نزل من القرءان هو سورة (اقرأ) ثم نجده بعدها ـ في ذات الصحيح ـ يقول بكتاب تفسير القرءان بأن سورة (يا أيها المدثر) هي أول ما نزل من القرءان؟ فهل بهذا الخلط يكون أصح كتاب بعد كتاب ال كما يدعي عشاقه ؟ ومن يبررون هذا بقولهم - لجبر التناقض والدفاع عن الباطل - : بأن النبي قد نُبِّئَ بإقرأ، وأرسل بالمدثر.
ومن يقرأ كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري الجزء الثامن طبعة الريان وما يقول به العلماء فإن آية [اليوم أكملت لكم دينكم] هي آخر ما نزل من القرءان، وهو ما ذكره البخاري بكتاب الإيمان باب زيادة الإيمان ونقصانه. وذكر البخاري بكتاب التفسير بالحديث [ 4329 ] سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال آخر سورة نزلت براءة وآخر آية نزلت { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }. بينما قال البخاري أيضا بكتاب التفسير باب من يقتل مؤمنا متعمدا حديث رقم [ 4314 ] قال سمعت سعيد بن جبير قال آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى بن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } هي آخر ما نزل وما نسخها شيء .فإلى أي رأي نركن يا أخوة الإسلام ؟
سادسا: الاستخفاف بعقول الناس في البخاري
لست أدري كيف يتناقض الدعاة في مقولاتهم ، فبالوقت الذي يقولون بصحة سند كل ما ورد بالبخاري، فكيف نرضى بكتاب البخاري وهو مدون به عن (فلان) ولا يسميه ؟.
فهي مدونة بكتاب الإيمان باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة.
ومدونة بكتاب الزكاة باب من سأل الناس تكثرا.
ومدونة بكتاب المغازي باب إذ تصعدون ولا تلوون.
ومدونة بكتاب تفسير القرءان باب ليس لك من الأمر شيء.
ومدونة بكتاب استتابة المرتدين وقتالهم باب ما جاء في المتأولين.
ومدونة بكتاب الدعوات باب الدعاء على المشركين.
أليست كلمة فلان هذه تعني مجهول يا أساتذة علم الحديث؟ أم أن فلان محظور اسمه أمنيا حفاظا على سلامته ؟ ، ألا يعتبر ذلك تدليس؟، فمن (فلان) هذا الذي تعتدون به، أم أننا نحن الذين لم نفهم والمتخصصون هم أصحاب الحظوة والفهم؟، هذا إلى غير كثير بهذا الصدد.
لذلك وغيره الكثيرفقد آن الأوان لأن نشمر سواعد الجد، ولا نكون مجرد نَقَلَة لتراث مدسوس على البخاري فما توجد نسخة واحدة بالعالم مخطوطة بخط يد البخاري رحمه الله، فارفعوا اسمه، بدلا من أن تحكم عليه أجيال لها عقول أفضل بما لا أستطيع البوح به.وارحموا البخاري في قبره وهو مما تدعون عليه براء.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق