
إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ
أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً [الإسراء
: 9]
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
التعريف العام الموجز : قال الله تعالى " وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (الاسراء 107)
القرآن المجيد هو الكتاب المقدس ال
رئيسي
في الإسلام المحمدي،والذي يؤمن المسلمون
على أنه كلام الله تعالى ,المنزل على النبي محمد "ص" للبيان والإعجاز ,
والمنقول عنه بالتواتر , والذي يتعبد المسلمون بتلاوته, وهو آخر الكتب
السماوية، بعد التوراة والإنجيل. كما يعد أكثر الكتب العربية بلاغة ونظاما
, ويحتوي على 114سورة تصنف إلى مكية ومدنية وفقاً لمكان وزمان
نزول الوحي بها ويؤمن المسلمون أن القرآن أنزله الله على لسان
الملاك جبريل إلى النبي محمد "ص" على مدى 23 سنة تقريباً، بعد أن بلغ
النبي محمد سن الأربعين، وحتى وفاته عام 11 هـ / 632ق.م . كما يؤمن
المسلمون بأن القرآن حُفظ بدقة، على يد الصحابة، بعد أن أملاه الوحي على
النبي محمد"ص" ، وأن آياته محكمات مفصلات وأنه يخاطب كافة الأجيال و في كل
القرون، ويتضمن كل المناسبات ويحيط بكل الأحوال.

بعد وفاة النبي محمد، "ص" جُمع القرآن في مصحف واحد بعد أن
كان متفرقاً بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقاً لاقتراح من
الصحابي عمر بن الخطاب. وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ظلت تلك
النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة
الثالث عثمان، اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل حفصة بأن
تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة
القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد النص، وأمر بإعدام ما
يخالف ذلك المصحف، وأمر بتوزيع تلك النسخ على الأمصار واحتفظ لنفسه بنسخة
منه. تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني.لذا فيعتقد معظم الباحثون
أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية
التي جمعها أبو بكر
يعتقد المسلمون أن القرآن في حد ذاته معجزة للنبي محمد، وأن
إعجازه غير قابل للتحدي،كما هو دليل على نبوته، وتتويجاً لسلسلة من
الرسالات السماوية التي بدأت مع صحف آدم مروراً بصحف
إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولاً إلى إنجيل عيسى.
تُشتق كلمة "قرآن" من المصدر "قرأ"، وأما
تعريف القرآن اصطلاحًا فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا
التي نظر هؤلاء منها إلى القرآن، فقيل فيه
الكثير بما يليق بتعريفه
أقدم مصحف فى التاريخ
الإسلامى
|
هذه صورة أقدم مصحف فى التاريخ الإسلامى، ومكون من 1087
ورقة ويزن 80 كيلو، مكتوب على جلد غزال، ومحفوظ داخل غلاف مخصص له، وهو من
المصاحف التى أمر بكتابتها الصحابي عثمان بن عفان. المصحف يوجد بالمكتبة
المركزية للمخطوطات الإسلامية ضمن المقتنيات الإسلامية،
لفظ القرآن في
اللغة :- مصدر مرادف للقراءة ويشير إليه قوله تعالى :"إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [القيامة
: 17] ولفظ القرآن من:
قَرَأَ وهو صفة المقروء (قرآن) قال
تعالى" وَإِذَا
قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ [الانشقاق
: 21] وقراءة القرآنتكون
ترتيلا بدليل قوله تعالى" وَرَتِّلِ
الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزّمِّل
: 4] أي قراءة
إجلال و تدب وبالضبط اللغوي السليم لما فيه من إعجاز لغوي وبيان وبلاغة
عظيمة من
أعظم المعجزات التي وقعت عليها للقران :-
جزى الله أخي اياد مقاط الذي اطلعني على هذه المعجزة ذلك انه قال :
اذا طرحت سنة ميلادك فيعامنا هذا 2014م من عدد سور القران المائة واربعة عشر ظهر لك عدد سنوات عمرك : مثال انت مواليد 1990 فاذا طرحت 90 من 114 كان عمرك = 24 عاما وهكذا ... سبحان الله .
جزى الله أخي اياد مقاط الذي اطلعني على هذه المعجزة ذلك انه قال :
اذا طرحت سنة ميلادك فيعامنا هذا 2014م من عدد سور القران المائة واربعة عشر ظهر لك عدد سنوات عمرك : مثال انت مواليد 1990 فاذا طرحت 90 من 114 كان عمرك = 24 عاما وهكذا ... سبحان الله .
تعريف الكتاب
المذكور في القرآن : هو القرآن المجموع " من كتبته وحفاظه في عهد
تنزله " بدليل قوله تعالى "إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ "
فالجمع للقرآن المحفوظ بعناية الله بدليل قوله في حفظه " إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] , فذلك
هو تعريف القرآن لذاته " ذكر مُتنزل
" نَزَّلْنَا
الذِّكْر"محفوظا
"لَهُ
لَحَافِظُونَ" لم
ولا يناله ضياع حرف منه ولا تغيير فيه لكلم , لا شك في كلمة من كلماته أنها
من كلام الله تعالى"لاَ
رَيْبَ فِيهِ [البقرة
: 2] , الغرض
من تنزله على الأرض ليكون هاديا "هُدًى"
لكل مخلوق يخاف الله تعالى ويتقي مكره " "لِّلْمُتَّقِينَ" ,
بدليل قوله "أَفَأَمِنُواْ
مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ
الْخَاسِرُونَ [الأعراف
: 99]
فيكفيك علما عن الله تعالى أنه كائن في علمه
كل ما كان وسيكون , أوليس هو بالعليم بدليل قوله "وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة
: 29] "
فقد كان هذا
الاسمللقرآن كائن في علم الله مسبقا,
كونه تعالى العليم بإقراره لذاته في
قوله "تَنزِيلُ
الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [غافر
: 2],
فالعليم عالم مسبق بكل ما كان وسيكون في المستقبل فكان في علمه بان القرآن سيُكتب
يوما في قرطاس, فسماه بالكتاب ( المُشاهد
بالعين , الملموس باليد) قال تعالى "وَلَوْ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ.."
وليس القرآن هو الوحيد الوارد في الآيات باسم الكتاب ,
بل جاء ذكر " الكتاب " في القرآن
المجيد على أكثر من دلالة منها:-
الكتاب المبين ( و هو كتاب عند الله تعالى - يدعى كتاب الأرزاق ) الذي قال فيه تعالى" وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود : 6] اللوح المحفوظ وأم الكتاب - وهو أم الكتب السماوية التي تنزلت على الأرض من لدنه جل وعلا ( كالزُبر والتوراة والإنجيل والقرآن ) وغيرها, قتلك موجود أصلها" فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ [البروج : 22] عند صاحبها , ومالكها, و لعل الله تعالى سيدمغ بحقيقة هذا اللوح على قلوب المنكرون للحق ممن غيروا كلام الله في بعض الكتب كالتوراة والإنجيل كونه هو صاحب الحق الأوحد في مثل هذا بدليل قوله " يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد : 39] الكتاب المقدس و هو كتاب كالقرآن ( كتاب منزل ) سبق القرون تنزلا الى نبي الله موسى - كتاب موسى عليه السلام بعهديه القديم إي التوراة والجديد أي الإنجيل- وقد كان من صفاته المذكورة في القرآن أو من أسماءه "الكتاب المنير" بدليل قوله تعالى" فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [آل عمران : 184] الكتاب المجيد ( أي القرآن ) بدليل قوله تعالى " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2] ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [قـ : 1]
كتاب الآجال المكتوب فيه ( نهايات الأعمار ومدد الأمم والقرون منذ ارادة الله بالخلق والى ما شاء من ربوبية له, بدليل قوله تعالى : " وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ "[الحجر : 4] الكتاب المنشور: وهو كتاب العبد الذي يحمله يوم القيامة ليقرأه و لُيحاسب عليه بدليل قول الله سبحانه " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً"الإسراء : 13] اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [الإسراء : 14]
اسم المصحف ليس من الأسماء القرآنية , فهو لم يذكر في القرآن أبدأ, وهي كلمة عربية أصيلة لم تتكلم بها لغة أخرى أو ليست من كلمات أي معجم غير العربي, وهي في اللغة :-
المُصْحَفُ - هو ما كان مجموعٌ من الصُّحُف في مجلَّد , وقيل في معنى كلمة : "صحَّف" في معجم اللغة العربية المعاصر هي -الكَلمةَ كتبها أو قرأها على غير صحَّتها لاشتباهٍ في الحروف - أي حرّفها عن وضعها كما فعل يهود بكتابهم المقدس,وقالوا:- صحَّف الصِّحافيّ الخبرَ :أي حرَّفه بمعنى كتبه حرفا حرفا أو حرف في صحته فأدخل فيه مما رأى من رأي دون الحقيقة ,.والجمع : مَصاحِفُ وغلب إطلاق هذا الاسم على القرآن بعد كتابته وجمعه ولم يُسمى به في عهد الرسول وصحابته ؟! .ولهذا الاشتباه اللغوي نرى أن القول للقرآن بالمصحف غير مستحب لأنه يؤميء للريب فيه خلافا لقول الله تعالى "ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ "
قيل عن ابنُ مَسعودٍ انه
قال بعد كتابة القرآن في قرطاس : رأيتُ للحَبَشَةِ كِتَاباً يدعونهُ
المُصْحَفَ ، فقلت :- فسمُّوهُ بهِ).الزركشي
في كتابه البرهان في علوم القرآن (1/377) وقيل
أن قد وافقه الصحابة واستمر إلى اليوم.وما استغربه
كيف يستفتي الصحابه في تسمية كتاب أسماه ربه في لدنه باسماء عدة كالقران
والكتاب والمجيد وغيرها أولم يكفهم هذا حتى راحوا يتساءلون عما يسموه به وهو
المسمى من صاحبه ومن لحق دون صاحبه أن يطلق عليه اسما آخر؟ وأنا
أشك في هذا الحديث خاصة وأن كلام ابن مسعود يدل على أن التسمية حبشية
الأصل ، غير أني لم أجد من ذكر كلمة مصحف في كتب (المُعَرَّب) في اللغة مثل
الجواليقي والمُحبي وغيرهم ، وذلك لأن أصل الكلمة وهي مادة (صحف) عربية معروفة.
أَمَّا كلمةُ صُحُفٍ وصَحيفة فهي معروفة عند العرب بِمَعنى
الشيء الذي يكتب فيه من الورق ونحوه ، ومن ذلك قول لقيط بن يعمر الإيادي وهو
شاعر جاهلي مات قبل الإسلام ، وقد بعث بهذه الأبيات لتحذير قومه قبيلة إياد
العربية غَزوَ الفُرس: سَلامٌ في الصحيفةِ من لَقيطٍ *** إلى من في
الجزيرةِ من إيادِ
ولم تكن
العربُ تعرفُ لفظةَ المُصحفِ بِمعنى الكتابِ الذي يَجمعُ بين دفتيه صُحُفاً
مكتوبةً ، وإِنَّما هو اسمٌ أطلقَ على القرآن بعدَ جَمعهِ في عهد أبي بكر
الصديق ، وقد بحثت في الكتب المصنفة في الأوائل مثل كتاب العسكري ومعجم الأوائل
لفؤاد السيد ، فلم أجد من أشار إلى أول من سَمَّى المصحفَ بهذا الاسم ، فلعله
مِمَّا فاتهم ، أو أنَّهم لم يجدوا نصاً صحيحاً في ذلك.وقد بدأ الشعراء
يستخدمونه في شعرهم على قلة في ذلك العهد ثم كثر بعد ذلك في شعر شعراء بني أمية
وبني العباس .ومن ذلك قول الحصين بن حمام الفزاري الذبياني
قال يوم صفين :" فَما
بَرِحوا حَتّى رَأى اللَهُ صَبرَهُم *** وَحَتّى أَشَرَّت بِالأَكُفِّ
المَصاحِفُ ... يعني رفع المصاحف على أسنة
الرماح في القصة المشهورة ، و قال العجاج التميمي : وَذِروَةَ
الناسِ وَأَهلَ الحُكَّمِ *** وَمُستَقَرَّ المُصحَفِ المُرَقَّمِ ,.... وأما
في عصر بني أمية فمن ذلك قول العرجي الأموي :كَوَرَقِ
المَصحَفِ قَد *** أُجرى عَلَيهِ الذَهَبُ,
والمعلوم أن الصحف
عند العرب كانت قبل كتابة المصحف من اكتاف (العظام
العريضة) وعسب (من جريد النخل) وكانت تعني ايضا الرسالة’ وهذا
لا ينفي بالمطلق أن كلمة " قرآن " ليست من الكلمات الحبشية بل أنه قد ثبت لنا
ذلك, وقد أخذ القرآن من كلام الأحباش بعضا كمثل كلمة "فطر" فان
كلمة "فطر" الحبشية التي تشير الى معنى الخلق وليست هي كلمة "فطر" العربية
التي تعني الشق والانشقاق، مثل فطر الشيء أي شقه، وتفطرت الارض بالنبات اي
انشقت عنها، وهي كلمة لم تعرفها اللهجة القرشية ,ولذلك قلنا
ان كلمة "مصحف" حبشية الأصل ولكنها كانت اسم لكتاب عندهم ولكنها ليست بمعنى
الصحيفة او الكتاب وبالفعل فإن هناك كلمات
وردت في الاحاديث النبوية مأخوذة عن كلام الأحباش كمثل
قوله"لا تناجشوا ولاتدابروا" و التناجش:- هو
المزايدة على سعر بضاعة من رجل لا يرغب في شراءها , يزيد
في ثمن السلعة ليسمعه غيره فيزيد على زبائنه.وثابت
أن قوله تنجاشوا مشتق من النجاشي الحبشي وهو اسمه اسم ملك الحبشة.
وأرى بعد ذلك كله أن المصحف :- هو القرآن المسطور في قرطاس
مقروء لآني أرى أن المصحف من التصفح للصفحات,لمن أصر على تداول هذا الاسم والله
أعلم .
التعريف الشرعي
للقرآن:
لا يمكن تعريف القرآن تعريفا شرعيا في مصطلح لغوي
قصير لضرورة حُسن البيان و لتعريف ماهية أعظم كتاب موجود على الأرض وجود الأرض
ذاتها , فالقرآن بالمفهوم القرآني :- هو كلام الله " وَإِنْ
أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ
اللَّهِ ..." هذا
الكلام المنزل مع جبريل عليه السلام بدليل قوله" إِنَّا
نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً [الإنسان
: 23] هو المُنزل
كلام الله إلى محمد النبي الأمي بدليل قوله على لسان الذين أوتوا العلم في يوم
السؤال "وَقَالَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ
لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْث... [الروم
: 56]" ويمكن
أن نعرف القرآن على هذا في بضع نقاط منها:
هو كلام الله تعالى الحكيم العليم المُرسل للناس والجن في الأرض للاهتداء به لمعرفة ربهم "وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل : 6] و هو ما جاء به الملاك جبريل المُكلف من ربه الى الأرض والذي أبلغه عليه السلام للنبي المختار محمد "ص" تبليغا شفهيا مقروءا بالتلقين والتحفيظ بدليل قوله تعالى " قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ ..[البقرة : 97] وهو الكلام الرباني الموضوع في فم محمد "... وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ... [محمد : 2] .وبشهادة موسى عليه السلام المبشر به قبل نزوله القائل" قَالَ لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا."أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِه"سفر التثنية 18 العددين 17و18, وقول الكتاب المقدس هذا ليس له إلا معنى واحد يشهد على اليهود والنصارى بإن كتابهم بشر بمحمد وبقرآنه وهذا ما حدث بالفعل فعندما خاطب جبريل محمدا عليهما السلام قال له "اقرأ" فقال محمد"ما أنا بقارئ فكررها وفي الثالثة - وضع الكلام في فمه - أي لقنه إياه تلقينا فقال " اقرأ باسم ربك الذي خلق" وما سبق من هذه الاشارة في العدد 18 أي قوله أن الرب سيقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم و إخوتهم هم إسماعيل وذريته ومحمد هو من ذرية إسماعيل كتاب مفروض على الناس فرضا ربانيا يفرح من آمن به ويسخط من كفر به "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [القصص : 85] هو المعجز للأنس والجن بدليل قوله"قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88].المتضمن الإعجاز بأنواعه :اللغوي والبلاغي والبياني والعلمي والعقلي....الخ , المتضمن العقيدة والشريعة والقصص والأمثال والأخبار والترغيب والترهيب ..المتحدي بإعجازه الجن قبل الإنس. هو الكتاب الباقي في الأرض منذ تنزله حتى يوم القيامة بدليل قوله تعالى " لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ...[الروم : 56] وهو آخر المعجزات التي أعطيت للأنبياء وأبقاها , لان بقاءه محفوظا دون قدرة أي مخلوق على العبث بحرف منه , محفوظ بوعد رباني بدليل ما قال "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9] القرآن هو الكتاب الوحيد على وجهه الأرض الذي شهد له صاحبة أن لا ريب فيه , و قد شُكك فيه وأرتاب فيه الكثير من الكفار وخاصة أهل الكتاب قديما وغيرهم الكثير حديثا فقال فيه تعالى " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ(البقرة:2) ثم قال سبحانه مثبتا إعجازه بكتابه لهؤلاء وأولئك معا رغم شتى الزمن " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23] هو الهدى والصراط المستقيم المجيد الذي لا خطأ لغوي فيه ولا عوج تشريعي و لانظمي ولا سواها " ...غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ...َ [الزمر : 28] كتاب عربي أصيل اللغة عظيم البلاغة والنظم "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف : 2] لا يستطيعه الجن ولا الإنس ولا مخلوق أن يأتي بسورة من مثله . كتاب تميز عن كل كتاب بالبيان المبين "الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ [الحجر : 1] هو كتاب لا مثيل له ففيه شفاء للقلوب المتعبة والضمائر المحطمة والعقول الشقية فإذا ما تدبرته شفيت من كل مس شيطاني كان آخذ بها الى الضلال " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء : 82] هو كتاب تنزل على مكث وبتراخي زمني طال ثلاث وعشرون عاما ليُقرأ على مكث و يُحفظ على مكث و يُعمل به ويفسره متلقيه بوحي من ربه لمن آمنوا به" وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء : 106]
كتاب صُرفت فيه الأمثال والقصص والأخبار والعبر لمن آمن وأتقى , شُرعت فيه العبادات والنظم "وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً [الكهف : 54] له أسماءه الحسنى التي أسماه بها صاحبه تعظيما وتشريفا ومنها " وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس : 2] ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ [صـ : 1] ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [قـ : 1]إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة : 77]" بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ [البروج : 21] كتاب ليس للمتعة والتسلية العقلية أو الروحية بل هو كتاب تدبر ودرس للفهم والهدى القويم المستقيم للحياة الدنيا والآخرة "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ... [محمد : 24] القرآن ملزم للخشوع عند ذكره والسجود عند تلاوة بعض آياته والتي تُسمى مواقع السجدات " لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ... [الحشر : 21 لا إكراه في الدعوة إليه و إرغام فهو إبتلاء تشريعي لمن سمع به فإن آمن به ظفر وإن كفر خاب وخسر" وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ [النمل : 92] وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ....[العنكبوت : 46]
فذلك تعريف القرآن للقرآن أو الكتاب الرباني , وبعد هذا كله فهو :
كتاب منهج ومعجزة , صفاته لا تنطبق على غيره من الكتب السماوية و لا الأرضية حيث كانت الكتب السماوية السابقة مناهج دون كونها معجزة , حيث كانت المعجزات وحي للأنبياء من ربهم , محددة الفعل والزمن والغرض, منتهية بزمن حدوثها .فإن القرآن المعجزة الباقية إلى يوم البعث لا يُخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه لكل قرن وأمة .
القرآن في التعريف النبوي:
قال
صلى الله عليه وسلم في وصف القرآن الكريم خمسة عشر وصفا هي : كتاب
الله تبارك وتعالى فيه (1) نبأ ما قبلكم (2) وخبر ما بعدكم (3) وحكم ما بينكم
(4) هو الفصل(5) الذي ليس بالهزل (6) من تركه من جبار قصمه الله تعالى (7)
ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله تعالى (8) وهو حبل الله المتين (9) وهو
الذكر الحكيم (10) وهو الصراط المستقيم (11) وهو الذي لا تزيغ به الأهواء (12)
ولا تلتبس به الألسنة (13) ولا تشبع منه العلماء (14) ولا يخلق على كثرة الرد
(15) ولا تنقضي عجائبه. أخرجه
الترمذي .
القرآن كتاب من الكتب السماوية وهو آخرها :أحد الكتب السماوية وهو آخرها ومن هذه الكتب التي أخبرنا عنها ربنا في القرآن التوراة والإنجيل" نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ .... وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [آل عمران : 3] وكتاب إبراهيم "آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ... [النساء : 54]وكتاب يحيى " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ ِ.ً [مريم : 12] ....ومنها أيضا الزُبر " جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ..[آل عمران : 184] وغيرها ..
كتاب معجزة ومعجز :كتاب شامل العلوم بدأ أولى كلماته بقول "اقرأ " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ... [العلق : 1] ثم قال "علم" عَلَّمَ الْقُرْآنَ [الرحمن : 2] ثم قال " وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ...[النحل : 89]
كتاب معجز على الإتيان بمثله للعلماء من الإنس والجن" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88] أوعلي الإتيان ببعض من مثله "... قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ...[يونس : 38] كتاب معجز لعديد التخصصات من علوم الناس ومنهم : العقلاء" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف : 2] كتاب للعلماء "كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [فصلت : 3] للفقهاء: "قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ [الأنعام : 98] وللدارسين:".وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ ...[آل عمران : 79] فيه من الإعجاز التاريخي للقرون والأمم مما لم يأتي مؤرخ ولا قاص "وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً [الفرقان : 38] المتشابهة :المثاني الذي ليس كمثله كتاب : كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ ... "ٍ [الزمر : 23]
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق