عطية مرجان أبوزر
جاء ذكر الجن في القران 27 مرة منها لفظ "الجن" ومنها لفظ "الجنة - بكسر الجيم" وكان أول ذكر له في الاية " وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ [الأنعام : 100]"
آما آخر اية ذكر فيها فكانت الاية 6 من سورة الناس "من الجنة والناس"
الرأي العلمي بخصوص وجود عالم الجن والشياطين:
"إن هذا الكون الذى نعيش فيه يحوى الكثير من الكائنات والقوى والعوالم التي منها ما يمكن أن ندركه ومنها من نعجز عن إدراكه، موضحاً أن في الماضي كنا نجهل معرفة الكواكب والنجوم لأننا لم نكن نملك وسائل إدراكها ولكننا حين توافرت لدينا هذه الوسائل تيقنا أن هناك عوالم أخرى لا نستطيع إداركها بوسائلنا الحالية".
المشعوذين و خوف بني آدم من الجن :-
إن خوف الإنسان من هذه القوة الخفية الممثلة في الجن ينتج عن معرفته بمدى قدرتهم الهائلة على الحركة والتأثير التى تفوق قدرته بشكل كبير دون يملك وسيلة لدفعها.
أن هذا الخوف هو الذي جعل الدجالون والمشعوذون يستغلون الإنسان حيث أنهم يقوموا على أساسه بإقامة ركاماً هائلاً من المعتقدات والممارسات الأسطورية والسحرية جعلت لهم سلطاناً على عقول وقلوب الدهماء خاصة فى المجتمعات المتخلفة.
أن هؤلاء المشعوذين يحيطون أفكارهم وممارساتهم ببعض التصورات شبه الدينية لكى يحتموا بها ويزيد تأثيرهم فى الناس حتى يستمروا في فرض سلطانهم وسيطرتهم على العقول.و للأسف الشديد لم يعد تأثيرهم يقتصر فقط على العامة كما نعتقد، وإنما استطاعوا ببراعتهم وخداعهم واستخدامهم للرموز الدينية أن يغزوا عقول المتعلمين والمثقفين فأصبح من روادهم عدد لابأس به من حملة الدكتوراه وبعض أصحاب الرأى والفكر.
قال أطباء نفسيون: أن الطب النفسي لا يتعامل مع الغيبيات وذلك لأنه أحد فروع أمراض الباطنة أي أنه يتعامل مع إضرابات الفكر والوجدان والسلوك والإرادة. و أنه كلما قل مستوى التعليم وزاد الجهل في المجتمعات زاد الإيمان بالخرافات، منوهاً أن بعض الأعراض النفسية التي تصيب التفكير والإدراك يدركها بعض العامة ولكن ينسبوها إلى الأعمال الخرافية والعفاريت والمس الشيطاني وما إلى ذلك.
أن هذه الثقافة موروثة من أيام الاجداد القدامى والخرافات الشعبية، وبخصوص التفسير العلمي لبعض الوقائع التى يراها الناس من اخراج للجن والشياطين عند المشايخ، قال مختصون بعلم النفس: أن هناك ما يُعرف في طب النفس بظاهرة تسمى الإيحاء؛ حيث أنه من خلال هذه الظاهرة يتمكن صاحبها من فرض ما يريد على الموحى إليه.و لهذا نجد أن المعالجين الشعبيين وأهل الدجل والشعوذة هم من أكثر الناس قدرة على الإيحاء، ويعينهم على ذلك الضرب المبرح وتسليط صوت المسجل العالي جداً على أُذُنَيّ المريض المسكين، فيضطر المريض إلى تقمّص شخصية مختلفة أو التكلم بكلام غريب محاولاً الهروب من الضغط الرهيب الذي يُمارس ضده".
وقالوا انه من ناحية أخرى في الأغلب يكون المريض مصاباً بحالة تُعرَف في الأوساط الطبية بـ"التحول الهستيري"حيث يتحول المريض وفق لهذه الحالة إلى شخص مختلف تماماً يقوم بأعمال هستيرية وغير راشدة، فتجده يتكلم بلهجة مغايره وأسلوب مختلف فأحياناً يقول أنه كافر أو أنه امرأة أوأنه يريد الزواج من نفسه !

أما عن اسباب ظاهرة الشفاء العجيب لكثير من حالات المرضى من أمراضهم بمجرد ذهابهم إلى المشعوذ فقالوا انه يعود إلى علاج "البلاسيبو" والذي يعني العلاج بتأثير الإيحاء ف إيمان الشخص بقدرة الدجال على شفائه وعلاجه هو الذى يشفيه بالفعل، الأمر الذي يؤكد أن الشعوذه ليست هى من تشفى المريض.
وقالوا أيضا" أن الأعراض التى تظهر على من يعانون من اللبس الشيطانى هى نفسها نفس الأعراض التشخيصية لمرض الفصام أو الشيزوفرينيا والتي تتمثل في "الهلاوس السمعية و البصرية، انتياب المريض ضلالات يؤمن بها و لا يمكن مناقشته فيها، انعزاله وانسحابه من الحياه، إهماله للنظافة الشخصية، اضطرابات فى التفكير حيث يتوهم المريض أنه لا يتحكم فى أفكاره أو أن قوة خارجية هى التى تضع الافكار داخل رأسه رغما عنه كما يهزى المريض بكلام غير مفهوم".و هناك تشابه كبير بين أعراض مرض الصرع وأعراض المسّ الشيطاني مؤكدة أن هذا هو ما يؤدي إلى اعتقاد الكثيرين بأن المصاب بالصرع هو شخص يعاني من المسّ.
أن بعض الأمراض التى يعتقد الناس بأنها "مس شيطانى" مثل الصرع والوسواس القهرى وما إلى ذلك ما هى إلا خلل فى كمياء المخ، بحيث تعمل الأدوية على عودة كل شىء لمكانه الطبيعى فيشفى الأنسان من المرض لكن الذهاب للدجالين والمشعوذين ولجوء هؤلاء الدجالين إلى ضرب المريض أحياناً هذا لا يفيد بل إنه قد يؤدى إلى موت المريض من الضرب.
ثانياً، الجانب الديني "الإسلامي والمسيحي واليهودي "
قال أحد الشيوخ المعالجين للمسّ الشيطاني في هذا الشأن، أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية يوجد بها الكثير من الأدلة الدينية على وجود ما يسمى "بالمس الشيطانى" مدللاً على ذلك بالآيه 275 من سورة البقرة "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون" والتي فسرها بأن آكل الربا عقابه يوم القيامة وهو في قبره كحالة الممسوس "بالمس الشيطانى".
وبسؤاله عن الجن ومواصفات وشكله، قال إن الجن عبارة عن دخان أو هواء ساخن يدخل فى مسام الإنسان ويجرى فى الدم ثم يبدأ في التحكم فى جسم الإنسان مدللاً على كلامه بحديث عن الرسول (ص) "إن الشيطان يجرى فى بنى أدم مجرى الدم"
وعن أعراض المسّ قال "إن الشخص المصاب بالمسّ يشعر بأن هناك وجع دائم فى أعضائة وذلك يرجع إلى تسلط الجن فى عدة أماكن من جسده كالرأس فيسبب الصداع وكذلك الظهر فيسبب ألم الظهر بالإضافة إلى أماكن العضو الذكرى للرجل والرحم للمرأة". موضحاً أن ما يقوم الجان بفعله لا يحدث إلا بإذن الله - سبحانه وتعالى.
أما عن أسباب دخول الجن جسم الإنسان، أوضح أن الإنسان العاصي لله ومنغمس فى شهواتة ويبتعد عن ذكر الله هو من يَكُن عرضه للمسّ، منوهاً بأن هذا لا يعنى أن الإنسان التَقي الذى يصلى وبيتعد عن المعاصي لا يمسه الشيطان ، إنما قد يمسه الشيطان أو الجن عن طريق قيام إنسان آخر بإيذائه من خلال الأعمال والسحر.
زواج الانس والجن قال تعالى"وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ
قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ
وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا
إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ [الأنعام : 128] "
|
مضيفاً بأنه هناك جن مسيحى وجن مسلم وآخر بغير ملة مشيراً بأن أصعب أنواع الجن خروجاً من جسد الإنسان من هو بغير مله. منوهاً بأن هناك مسلمين يذهبون إلى الكنائس ليتم معالجتهم عن طريق قساوسة وكذلك العكس هناك مسيحيين يذهبون إلى شيوخ لمعالجتهم.
قال أيوب عليه السلام في سبب مرضه "إني مسني الشيطان بنصبٍ وعذاب" وهذا دليل قراني على أن للشيطان مسّ يصيب الإنسان, وقال تعالى "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطارقُ، النَّجْمُ الثَّاقِبُ، إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ". فكما يوجد شياطين يمكن أن تمس الإنسان وتؤذيه، توجد أيضاً ملائكة تحفظه في نومه وفي يقظته وفي خلوته.
قال احد علماء الازهر: بالفعل يمكن أن يصيب الإنسان مسّ من الشيطان مبرهناً على كلامه بنفس الآيات أعلاه وقال: أن الجن يُعد من الأمور الغيبية، والأمور الغيبية يتم التعامل معها في نطاق الشرع أي ما جاء في القرآن والسنه. و لم يرد نص في القرآن أو السنة بأن الجن ممكن يدخل جسم الإنسان أو حتى يتكلم على لسانه، إنما ما ورد أنه يمكن أن يوسوس للإنسان أو أنه يمسه
وقال : إن ما يسمى علاج بالقرآن هو تعريف خاطيء وإنما يسمى الرقية الشرعية بآيات من القرآن أو بأدعية نبوية و أن الرقية الشرعية تتمثل في "سورة الفاتحة وأول وآخر آيات من سورة البقرة،و آية الكرسي،و قل هو الله أحد، والمعوذتين" بالإضافة إلى قول "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض ولا في السماء وهو العلي العظيم، بسم الله أرقيك من كل عين تؤذيك ... الخ".
شيخ يوقع بمشعوذ
|
أما عن مدى حرمانية الذهاب للدجالين وأهل الشعوذة، فاجمع علماء المسلمين أنه يجب على الإنسان ألا يلجأ إلى دجال أو مشعوذ لأن النبي (ص) قال "من ذهب إلى عرّاف فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
الطرق الشرعية التي يجب على الإنسان اتخاذها لحمايته:-
قال الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد : 28] " فالشيطان في الغالب لا يسيطر إلا على ضعاف النفوس والبعيدين عن الله، و أن الشيطان في الأساس يعيش مع الإنسان منذ ولادته فيعرف نقاط ضعف الإنسان ليتسلل له منها وذلك لأنه يرانا ولا نراه.و يستطيع الجن أن يؤذي الإنسان بالوسوسة حيث أنه ليس لديه القدرة على أن يصيب الإنسان بعمى أو طرش أو أى شىء من هذا القبيل.بدليل قول الله تعالى "وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ" فلا يوجد سلطة للشيطان على الإنسان.
أما حول اعتقادات الناس بأن الصراخ فى دورات المياه يعرض الإنسان للأذى من قبل الجن فذلك الكلام ليس له أي أصل فى الشرع أو الدين ولا دليل عليه وردا على قول البعض بأن الشيطان يمكن أن يتلبس الإنسان، فالرد الجلي كائن في الاعتقاد الجازم بان الشيطان من كينونة خاصة وهي النار و الإنسان من كينونة أخرى وهي الطين ولا يمكن ان يتجانسان في الجسد الواحد.
موضحاً مدى أهمية القرآن الكريم واستخدامه كشفاء للناس قائلاً "من الأمور التي قد اكتشفت حديثاً عند قراءة المريض للقرآن فإن ذلك يرفع من العامل النفسى عنده، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة فاعلية جهاز المناعة وبالتالي يبدأ فى محاربة المرض بقوة أكبر".
رأي من الجانب المسيحي:- في رأي الأب مكاري يونان -الأب المعروف بإخراج الجن والشياطين من الناس- قال : إن هذه الأمور لا تستوعب بالعقل ولكنها تحتاج إلى شىء روحاني لدى الإنسان حتى يستطع استيعابها. هناك أشخاص يتحدثون عن هذا الموضوع دون درايه أو فهم أو خبرة والشيطان موجود ويمتلك الإنسان ويمكن أيضاً أن يسلبه إرادته تماماً ويقوده إلى فعل أمور شريرة و يمكن للشيطان ان يسكن في بنت يمنعها من الزواج وممكن يسكن امرأة متزوجة ويحرمها من زوجها ويعزلها عنه وممكن أيضاً أن يصور للإنسان أو الإنسانه إنه قد ينجب منهم أولاد وهذه حقائق ندركها من وقائع الإختبار والعمل".
من ناحية أخرى، أشار إلى أن الشيطان هو الذي يبحث عن الإنسان الشرير أو غير المؤمن ويسكن فيه ، مؤكداً أن الإنسان إذا كان يسيرفي طريق مستقيم ، فالشيطان لا يستطع مسه ولن يكن له سلطة عليه لان الإنسان طوال حياته يكون في حرب مع الشيطان لذلك عليه في جهاده
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق